اسباب و علاج تعلق الطفل بأمه بافراط وكيفية جعله مستقلاً

سبب الاعتماد والتعلق المفرط للطفل على أمه وطريقة التعامل معه

نحن جميعًا على دراية إلى حد ما بتجربة التعلق او الاعتماد على شخص او شيء ما في الحياة فلقد اختبرناها في الماضي وقد نكون نختبرها الآن. في بعض الحالات قد يعتبر التعلق والاعتماد امراً طبيعياً وليس اضطرابًا نفسيًا، لكن لدى بعض الأشخاص شكل من أشكال التعلق والاعتماد الشديد. هذا النوع من الاعتماد أكثر شيوعًا عند الأطفال حيث يعتمد الطفل بشكل كبير على والديه. الاعتماد الشديد له عواقب وخيمة وآثار ضارة على حياة الأطفال في المستقبل. في هذا القسم من الموقع سوف ندرس أسباب اعتماد الطفل على الوالدين والطريقة الصحيحة للتعامل معهم.

ينقسم تعلق الطفل على الأم إلى 3 فئات:

1- التعلق أو الاعتماد الآمن

2- التعلق أو الاعتماد التجنبي

3- التعلق أو الاعتماد القلقل

تعريف التعلق أو الاعتماد الآمن

أكثر الحالات المرغوبة من بين الفئات الثلاثة، هي التعلق الآمن. حيث لا تعتبر الأم طفلها شخصًا إضافيًا في حياتها وتحبه وتقضي وقتها معه، مما يشكل ارتباطًا آمنًا لطفلها. الطفل الذي يطور ارتباطًا آمنًا يبكي قليلاً وينزعج في غياب الأم، لكنه يهدأ عندما تعود الأم إلى المنزل. هؤلاء الأطفال هم أشخاص اجتماعيون ولطيفون في مرحلة البلوغ وسيكون لديهم علاقات عاطفية أكثر التزامًا وحميمية.

ينقسم الأطفال سلوكياً إلى 4 فئات

يصاب الطفل من 8 إلى 12 شهرًا باضطراب التناسق ومن 12 إلى 18 شهرًا باضطراب الانفصال.

الفئة الأولى:

يرتبط الأطفال ارتباطًا وثيقًا بوالديهم وخاصة أمهاتهم. يتفاعل هؤلاء الأطفال بشكل جيد مع الأم بعد عودتها.

الفئة الثانية:

الأطفال الذين يكون ارتباطهم بلا شعور بالأمان. هذا يعني أنه إذا تركتهم الأم فلن يتواصلوا معها بعد عودتها.

الفئة الثالثة:

الأطفال الذين يكون ارتباطهم بلا شعور بالأمان. الفرق بين هذه المجموعة والمجموعة السابقة هو أن هؤلاء الأطفال على الرغم من حاجتهم إلى الاتصال الجسدي مع الأم، فهم يترددون في قبول الأم مرة أخرى بعد عودتها ويبدون مقاومة تجاهها.

الفئة الرابعة:

الأطفال المضطربين يملكون سلوكيات متضاربة. هؤلاء الأطفال الذين غالبًا ما يصابون بالاكتئاب، ينأون بأنفسهم عن أمهم فور اقترابها منهم.

أسباب اعتماد وتعلق الطفل على الأم

عدم التحكم في التعلق والاعتماد الطفل بشكل صحيح

من أجل اكتساب الشعور بالأمان، يحب الطفل إقامة علاقة حميمة مع الآخرين، وهذا هو المكان الذي يتشكل فيه التعلق والاعتماد، وإذا كان احساس التعلق في الطفل موجهًا بشكل صحيح، فلن يؤدي إلى الاعتماد او الحاجة. إذا لم يختبر الطفل ارتباطًا آمنًا في السنوات الأولى فلن يتمكن من إقامة علاقة عاطفية صحية في مرحلة البلوغ.

عدم تلبية الاحتياجات العاطفية

إذا لم يتم تلبية احتياجات الطفل العاطفية ولم يشعر بالأمان، فسوف يعاني من حالة من العجز والتعلق. تتعرض الشخصيات المتعلقة للرفض بين سن عام وثلاثة أعوام.

الحب الشديد للوالدين

يؤثر سلوك الوالدين بشكل كبير على الطفل، على سبيل المثال إذا كانت الأم متعلقة فسوف يكون طفلها أيضًا متعلقاً. هؤلاء الوالدين يجعلون الطفل متعلقاً بهم بالمحبة المفرطة وذلك لكي لا ينفصل عنهم الطفل لاحقاً.

مشاكل عائلية

تعتبر العديد من المشكلات الزوجية عاملاً في خلق الخوف وانعدام الأمن لدى الطفل، مما يؤدي في مرحلة الى التعلق المفرط للطفل. وإذا استمرت هذه العوامل فسوف يصاب الشخص باضطراب في الشخصية التبعية. يحتاج الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بطريقة ما إلى الآخرين في أنشطتهم اليومية، و يفوضون مسؤوليات الحياة المهمة للآخرين.

الأبوة والأمومة غير اللائقة

الطفل الذي لم يترعرع في بيئة آمنة ويشعر بالوحدة معرض لخطر الاصابة بهذه الحالة. كما أن الطفل الذي يقوم والديه بكل العمل ويخشى الاستقلال ويهرب من المسؤولية ويفتقر إلى الثقة بالنفس يصبح شخصاً متعلقاً.

متى يبدأ اعتماد وتعلق الطفل بالوالدين؟

يبدأ اعتماد الأطفال على الوالدين في عمر ستة إلى ثمانية أشهر ويستمر حتى سن عامين تقريبًا. ان ظهور اضطراب الانفصال أمر طبيعي من عشرة إلى ثمانية عشر شهرًا، وهذه المرحلة جزء من نموه وتطوره. هؤلاء الأطفال يفضلون أحد الوالدين على الآخر بناءً على احتياجاتهم العاطفية والنمائية، وإذا أظهر الطفل اهتمامًا بالأب خلال هذه الفترة، فيمكن للأب مساعدة الطفل في إيجاد طريقة للانفصال عن والدته وتحقيق الشعور بالاستقلالية. يجب على الآباء خلال هذه الفترة إدارة عواطفهم حتى تنمو شخصية الطفل وتتطور.

ما هي الخصائص السلوكية للطفل المتعلق؟

يسأل هؤلاء الأطفال الكثير من الأسئلة لجذب انتباه والديهم.

يلجأون أيضًا إلى والديهم للقيام بمهام صغيرة.

إنهم يتشبثون بوالديهم ولا يحبون الانفصال عنهم.

إنهم يخافون من أن يكونوا بمفردهم وهم دائمًا مع والديهم حتى لا يكونوا وحدهم.

يضطربون في الأماكن العامة.

إنهم لا يحبون أن يهتم آباؤهم بالآخرين، لذلك يفعلون أشياء مثل البكاء والصراخ وما إلى ذلك لجذب انتباههم.

ماذا تقول الإحصائيات

يزداد الاعتماد لدى الفتيات والأطفال الذين هم آخر أبناء العائلة لأن هؤلاء الأطفال يخشون فقدان من حولهم. كما أن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة يعتمدون أكثر على والديهم. إذا لم يتم علاج مشكلة تعلق الطفل، فإن جميع الاضطرابات والمشاكل التي تنشأ عن التعلق ستدخل الحياة الزوجية للشخص.

حلول منع المشاكل

اترك طفلك وشأنه في بعض الأحيان

لكي يعرف طفلك أنك لست دائمًا بجانبه، اتركه لفترة قصيرة مع شخص آمن مثل والدتك. أخبر طفلك عن سبب مغادرتك للمنزل حتى يتمكن من الإجابة عندما تسأله عن عمله. ثم تحدث عما سيفعله طفلك في غيابك، على سبيل المثال قل إنني ذاهب للتسوق وأعود بعد تناول الغداء وبينما تقرأ لك الجدة كتابًا. إذا غادرت المنزل دون إشعار مسبق، فسوف يعتقد الطفل أنك ستفعل ذلك مرة أخرى في المستقبل ولن يثق بك حتى لا يسمح لك بمغادرة المنزل بعد الآن.

العب الغميضة مع طفلك

من خلال لعب هذه اللعبة البسيطة، سوف يتأكد الطفل من أنه يمكنه رؤية الأشخاص الذين يحبهم مرة أخرى، لذلك العبوا الغميضة مع طفلك. عند ترك الطفل أخبره بوقت عودتك وعد في الوقت الموعود، لأن الأطفال دون سن الخامسة قلقون للغاية بشأن عدم العودة وفقدان والديهم.

جهزي الطفل للابتعاد عنك

أخبر طفلك أنه لن يحدث له شيء سيء في غيابك وأنه يمكنه القيام ببعض الأشياء الممتعة مثل مشاهدة الأفلام وما إلى ذلك.

استعد لضوضاء طفلك

قد يبكي طفلك في البداية، لكن تدريجياً عندما يدرك الطفل أنه يستطيع العيش أثناء غيابك، يقل بكائه وصراخه لأنه يعلم أن والدته ستعود وتلعب معه.

امدح الطفل

عندما لا تكونين مع طفلك ويتقبل هو المسافة بينكما، امدحيه وقولي إنك سعيدة جدًا لأنه فد كبر واصبح بامكانه الاستمتاع بدونك.

استخدم كرسي البكاء!

يجب أن يكون الطفل قريبًا منك في بعض الأحيان وبعيدًا عنك في احيان اخرى. خذي وقتك في القيام بعملك وأحب طفلك حتى يتعلم، ثم اذهبي إليه بعد العمل وهو الوقت الذي يكون فيه غير متشبث بك. إذا كان طفلك يبكي أثناء وجودك في العمل، ضعيه على كرسي خاص بالبكاء ودعي الطفل يواصل البكاء بعيدًا عنك.

العبي معه لعبة السباق مع الزمن

العبي لعبة السباق مع الزمن مع طفلك. امنحيه خمس دقائق من وقتك واسمحي له باللعب مع نفسه. قومي تدريجياً بزيادة الوقت الذي يقضيه في اللعب بمفرده. بهذه الطريقة سوف يتعلم أن يلعب مع نفسه.

ما الذي يجب ألا نفعله؟

لا تغضب.

لا تشعري بالارتباك ولا تقلق بشأن طفلك لأن الطفل يفضل أن يكون معك أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم.

لا ترسل رسائل محيرة للطفل.

عند حمل الطفل بين ذراعيك واحتضانه، لا تقولي له أن يبتعد عنك لأن هذا سوف يربك الطفل ولن يعرف ما إذا كان سيبقى أم يغادر.

لا تغير البرنامج عندما يكون الطفل مريضا

عندما يمرض طفلك، لا تسمحي له بفعل بأشياء لا يسمح له عادة بفعلها، لأنه من خلال القيام بذلك سوف يرغب الطفل في أن يمرض حتى تهتمي به. عندما يمرض الطفل، يجب أن تعامليه بواقعية وبأقل تغيير في البرنامج اليومي.