التهاب الاذن

هل التهاب الأذن خطير؟

رقم المقال : 1538وقت القراءة : 7 دقائق
التهاب الأذن أو سعفة الأذن تحدث في قناة الأذن، لها أنواع مختلفة و تحدث في أجزاء مختلفة من الأذن و لها اسباب و اعراض و ايضاً علاج.

علاج التهابات الأذن

تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسية. حیث تشمل الأذن الخارجية الجزء المرئي و القناة المؤدية إلى طبلة الأذن. بینما تتکون الأذن الوسطى من عظام صغيرة تهتز لتضخيم و نقل الصوت و تفصلها طبلة الأذن عن الأذن الخارجية. اما الجزء الثالث في الأذن الداخلية وهي المكان الذي تتحول فيه الأصوات إلى نبضات كهربائية و تنتقل إلى الدماغ. يمكن أن تصاب كل منطقة من هذه المناطق التي تم ذكرها بالبكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات، و يمكن ايضاً أن يصاب الشخص بعدوى الأذن. في هذه المقالة من موقع(آي مجلة) نستعرض أنواع و أسباب وأعراض وعلاج التهابات الأذن.

أنواع التهابات الأذن

هناك أنواع مختلفة من التهابات الأذن والتي يمكن تصنيفها حسب مكان الإصابة و نوعها. أهم أنواع التهابات الأذن هي التهاب الأذن الوسطى (otitis media) و التهاب الأذن الخارجية (otitis externa).

التهاب الأذن

1. التهاب الأذن الوسطى (otitis media)

التهاب الأذن الوسطى هي أكثر شيوعًا عند الأطفال وبينما يمكن أن يصيب البالغين أيضًا. عادة ما يتبع هذا النوع من العدوى نزلات البرد أو الأنفلونزا أو عدوى الجهاز التنفسي الأخرى. وذلك لأن الأذن الوسطى متصلة بالمجرى الهوائي العلوي من خلال قناة صغيرة تسمى قناة استاكيوس. يمكن للميكروبات التي تنمو في الأنف أو الجيوب الأنفية أن تدخل الأذن من خلال قناة استاكيوس وتستمر في النمو هناك.

على الرغم من أن التهاب الأذن الوسطى يمكن أن يحدث عند البالغين، إلا أنه أكثر شيوعًا عند الأطفال. يعاني ما يقارب 3 من كل 4 أطفال في سن الثالثة من التهاب الأذن الوسطى مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

هناك ثلاثة أنواع من التهاب الأذن الوسطى:

التهاب الأذن الوسطى الحاد

تحدث عدوى الأذن الوسطى فجأة و تسبب التهابًا و احمرارًا في الأذن. حيث تحبس السوائل و الإفرازات داخل الأذن و تسبب الحمى و الالم لدى الطفل. عدوى الأذن الوسطى الحادة عند الأطفال لها أعراض مثل طنين الأذنين و البكاء و الأرق و الحمى و الضعف، لذلك يجب على الوالدين اصطحاب أطفالهم إلى أخصائي الأذن و الأنف و الحنجرة في حال لاحظوا احد هذه الأعراض.

التهاب الأذن الوسطى الانصبابي

يشير التهاب الأذن الوسطى عن طريق الإفرازات إلى تراكم السوائل غير المعدية في الأذن الوسطى، والتي عادة ما تكون بدون أعراض. بينما قد يتراكم هذا السائل في الأذن بسبب البرد أو التهاب الحلق أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي. عادةً ما يزول التهاب الأذن الوسطى تلقائيًا بعد 4 إلى 6 أسابيع، و لكن في بعض الحالات قد يستمرو يتحول الى التهاب الأذن الوسطى الحاد.

يعد هذا النوع من التهاب الأذن الوسطى أكثر شيوعًا عند الأولاد دوناً عن الفتيات، وهو أكثر شيوعًا في الخريف و الشتاء.

الزكام

التهاب الأذن الوسطى الحاد المصحوب بالإفرازات

في بعض الأحيان قد يبقى السائل غير المعدي في الأذن الوسطى لفترة طويلة (أكثر من ثلاثة أشهر). يحدث التهاب الأذن الوسطى المزمن المصاحب بالإفرازات عادةً بسبب اضطراب في قناة استاكيوس و يمكن أن يتداخل مع عملية تعلم الأطفال عن طريق التسبب في مشاكل في السمع.

أعراض التهاب الأذن الوسطى

  • الشعور بألم خفيف في الأذن
  • إحساس بضغط في الأذن يدوم لمدة طويلاً
  • الأرق عند الأطفال
  • عدم القدرة على النوم
  • حكة غير طبيعية في الأذن
  • ترشح سوائل من الأذن
  • ضعف في السمع
  • الحمى (خاصة عند الأطفال و الرضع)

قلة النوم و الأرق

كيفية تشخيص التهاب الأذن الوسطى

بالإضافة إلى الفحوصات الطبية و معاينة السجلات الطبية، يقوم أخصائي الأذن بفحص الأذن وطبلة الأذن لتشخيص الالتهاب. ان منظار الأذن هو جهاز يسمح للطبيب برؤية ما بداخل الأذن. حيث يقوم الطبيب بفحص الأذن من الداخل لأسباب التالية:

  • مشاهدة احمرار أو فقاعات هواء أو سائل عفن في الأذن الوسطى
  • إفراز السوائل من الأذن الوسطى
  • ثقوب في الغشاء الطبلي
  • تضخم أو وقوع الغشاء الطبلي

إذا كانت العدوى في حالة متقدمة فقد يأخذ طبيبك عينة من السائل داخل أذنك لاختبار وجود البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى فحص بالأشعة المقطعية و ذلك لتشخيص الانتشار المحتمل للعدوى إلى مناطق أخرى. هناك أيضًا اختبار يسمى قياس الطبلة والذي يقيس بنية الأذن الوسطى وتغير الضغط فيها. طبعا يعد هذا الاختبار صعباً على الاطفال و الرضع لأن الشخص يجب ان يبقى ساكنا أثناء الاختبار دون أن يبكي و يتكلم. يمكن أيضًا إجراء اختبار السمع للأطفال الذين يعانون من التهابات متكررة في الأذن.

2. التهاب الأذن الخارجية (otitis externa)

التهاب الأذن الخارجية، الذي يشار إليه ايضاً باسم "أذن السباح"(بسبب انتشاره بين السباحين)، وهو عدوى أو التهاب في قناة الأذن بين طبلة الأذن والأذن الخارجية. يمكن أن تحدث عدوى الأذن هذه بسبب التعرض لمياه ملوثة أو أضرار جسدية ناتجة عن الإفراط في تنظيف الأذن الخارجية.

السباحة

أعراض أذن السباح(التهاب الأذن الخارجية)

عادة ما تكون أعراض التهاب الأذن الخارجية خفيفة في البداية ولكنها قد تصبح أكثر حدة إذا تركت دون علاج أو إذا انتشرت العدوى. يصنف الأطباء عمومًا أعراض أذن السباح إلى ثلاث فئات:خفيفة أو معتدلة وحادة. بينما تشمل الأعراض الخفيفة لالتهاب الأذن الوسطى الخارجية ما يلي:

  • حكة في قناة الأذن
  • احمرار خفيف في الأذن
  • ألم خفيف يزداد سوءًا عند شد طبلة الأذن أو الضغط على النتوء الصغير أمام الأذن.
  • إفراز طفيف لمادة صافية و عديمة الرائحة

تشمل أعراض التهاب الأذن الخارجية في حالة التطور ما يلي:

  • حكة أكثر شدة
  • زيادة الألم
  • زيادة مستوى احمرار الجلد داخل الأذن الخارجية
  • زيادة إفراز السوائل من الأذن
  • الإحساس بامتلاء الأذن وانسداد جزئي لقناة الأذن بسبب التورم أو السوائل أو غيرها
  • ضعف السمع

ألم الأذن الشديد

تشمل أعراض التهاب الأذن الخارجية الحادة:

  • ألم شديد قد يمتد إلى الوجه أو الرقبة أو الرأس
  • انسداد قناة الأذن بالكامل
  • احمرار أو التهاب الأذن الخارجية
  • تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة
  • حمى

3. التهاب الأذن الداخلية

التهاب الأذن الداخلية تحدث في الأجزاء الداخلية من الأذن. وفي معظم الحالات لا يعتبر التهاب الأذن الداخلية التهاباً بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل هو التهاب في أجزاء مسؤولة عن الحفاظ على التوازن والسمع (بما في ذلك المتاهة العظمية)في الأذن. تسمى هذه الحالة بـ التهاب تية الأذن. لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون عدوى الأذن الداخلية عدوى حقيقية يسببها فيروس أو بكتيريا.

تشمل أعراض التهاب الأذن الداخلية:

  • دوار (دوخة)
  • مشكلة اختلال التوازن (صعوبة المشي)
  • غثيان
  • القيء
  • ضعف السمع
  • ألم في الأذن
  • سماع طنين

الدوار

التهابات الأذن عند الأطفال

تشيع عدوى الأذن عند الرضع و الأطفال أكثر من البالغين. فهناك عدة أسباب تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأذن أكثر من البالغين. أحد الأسباب هي أن قناة استاكيوس عند الأطفال تكون أصغر وتتميز بانحدار أقل. مما يجعل من الصعب تصريف السوائل من الأذن حتى في الظروف العادية. في حالة حدوث تورم أو انسداد في قناة استاكيوس المصاحبة مع إفرازات البرد أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، قد يكون تصريف السوائل مستحيلًا تمامًا. سبب آخر لانتشار التهابات الأذن عند الأطفال هو ضعف جهاز المناعة لديهم. لا تستطيع أجهزة المناعة للأطفال والرضع مكافحة العدوى مثل البالغين لأنها لا تزال تتطور. حيث تتفاعل اللحمية كجزء من جهاز المناعة مع البكتيريا التي تمر عبر الأنف و الفم. يمكن أن تنحصر البكتيريا أحيانًا في اللحمية و تسبب عدوى مزمنة يمكن أن تنتشر إلى قناة استاكيوس والأذن الوسطى.

التهابات الأذن عند البالغين

البالغون أقل عرضة للإصابة بعدوى الأذن، لكنهم ليسوا محصنين. أيضًا على عكس الأطفال الذين تكون التهابات الأذن لديهم عادةً منخفضة المخاطر وعابرة فقد تكون التهابات الأذن عند البالغين علامة على وجود مشكلة طبية أكثر خطورة. في كثير من الحالات تكون التهابات الأذن سببًا لأوجاع الأذن عند البالغين. المدخنون و أولئك الذين يعملون في بيئات ملوثة و السباحين هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأذن. إذا كانت لديك أعراض التهاب الأذن فاستشر أخصائي الأذن و الأنف و الحنجرة بعد بضعة أيام إذا لم تتحسن.

علاج التهابات الأذن

تختفي العديد من التهابات الأذن الخفيفة من تلقاء نفسها ولا تحتاج إلى زيارة الطبيب. حيث يمكنك استخدام العلاجات المنزلية مثل منشفة دافئة و محلول ملحي لتقليل أعراض التهاب الأذن الخفيف. بينما يمكن أن تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين و قطرات الأذن التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية المزيلة للاحتقان مثل السودوإيفيدرين في علاج التهابات الأذن الخفيفة. إذا لم تتحسن الأعراض أو تزداد سوءًا بعد بضعة أيام، يجب عليك تحديد موعد مع أخصائي الأذن. أما إذا كانت العدوى مزمنة فقد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية لعلاجها. إذا كان عمر طفلك أقل من عامين و لديه أعراض التهاب الأذن فمن المحتمل أن يصف طبيبك له المضادات الحيوية. يعد استكمال دورة المضادات الحيوية أمرًا مهمًا للغاية حتى لو اختفت أعراض العدوى بعد أيام قليلة.

الملح

ما هي الآثار طويلة المدى لعدوى الأذن؟

يمكن أن تسبب التهابات الأذن إذا تركت دون علاج، مشاكل أخرى للأطفال أو البالغين على المدى الطويل. فعلى الرغم من أن هذه المضاعفات ليست شائعة إلا أنها تشكل خطورة على صحة الفرد. من أهم الآثار الجانبية لتأخير علاج التهاب الأذن هي:

  • فقدان السمع الدائم(الصمم)
  • التأخر في تعلم اللغة و اضطرابات النطق عند الأطفال
  • التهاب الخشاء (التهاب عظم الخشاء في الجمجمة).
  • التهاب السحايا (عدوى بكتيرية في الدماغ و الحبل الشوكي)
  • تمزق طبلة الأذن

علاج التهابات الأذن

راجع طبيبك إذا ساءت الأعراض أو لم تتحسن. إذا كانت التهاب الأذن بكتيرياً أو مزمناً و لا يبدو عليها أنها في حالة التئام، فقد يصف لك مضادات حيوية لعدوى الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى. يجدر بالذكر أن المضادات الحيوية لا تساعد في علاج الالتهابات الفيروسية.

1. العلاج بالأدوية عند الأطفال

عادة ما يتخذ الأطباء نهجًا حذرًا عند علاج التهابات الأذن عند الأطفال لتجنب الإفراط في وصف المضادات الحيوية مما قد يؤدي إلى نتيجة عكسية (مقاومة المضادات الحيوية)؛ لذلك فهم ينتظرون ليروا ما الذي سيتغير. في حال كانت الأعراض شديدة أو لم تختفي في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، فقد يصف الطبيب أحيانًا مضادات حيوية لعدوى الأذن الخارجية والوسطى. و من ناحية أخرى فقد يوصون بالانتظار أولاً لمعرفة ما إذا كانت أعراض طفلك ستتحسن بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام أم لا. في كثير من الأحيان يتم وصف الأموكسيسيلين لمدة 7 أو 10 أيام والذي يعد أفضل مضاد حيوي لعدوى الأذن. يجدر بالذكر انه لا يجب إعطاء الأسبرين للأطفال بدون وصفة طبية. الأسبرين هو عامل خطير قد يؤدي الى الاصابة بمتلازمة رأي، وهو اضطراب نادر يسبب تلفًا في الدماغ والكبد.

دواء

2. الجراحة

قد تكون الجراحة خيارًا إذا لم تزول عدوى أذنك بالعلاجات الطبية المعتادة أو إذا كنت قد أصبت بالعديد من التهابات الأذن في وقت قصير. في كثير من الأحيان يتم إدخال أنابيب الأذن في أذنك لتصريف السوائل. حيث يتم إدخال هذه الأنابيب جراحيًا في طبلة الأذن و في نهاية المطاف ستسقط تلك الانابيب و تلتئم الثقوب. في بعض الأحيان تحتاج هذه الثقوب جراحة لإغلاقها. تعد عملية myringotomy خياراً آخر لحل هذه المشكلة. وخلال هذا العملية سيُحدث طبيبك ثقبًا صغيرًا في طبلة الأذن لتصريف السائل و تسكين الألم. ذلك في حين سيشفى الجرح في غضون أيام قليلة.

كيف نمنع التهابات الأذن؟

لتقليل خطر تعرضك أنت و أطفالك للإصابة بالتهابات الأذن، قم بالإجراءات التالية:

  • حافظ على نظافة أذنيك باستخدام أعواد تنظيف الأذن بشكل مستمر. تأكد من تجفيف اذنك جيدًا بعد الغسل او السباحة.
  • تجنب التدخين والتعرض للتدخين السلبي قدر الإمكان - إذا لم تتمكن من الإقلاع عن التدخين فلا تدخن بالقرب من طفلك على الإطلاق.
  • تجنب الأشياء التي لديك حساسية منها و تناول الأدوية المضادة للحساسية بانتظام.
  • اغسل يديك بانتظام وحاول الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
  • خذ التطعيم بجدية.
  • غذي طفلك بحليب الأم.
  • لا تستخدمي الخشخيشة لتهدئة طفلك. حيث أظهرت الأبحاث أن مص الخشخيشة بالإضافة إلى تقليل ميل الطفل إلى مص ثدي الأم فهو يزيد من خطر إصابة الطفل بعدوى الأذن الوسطى بنسبة 90٪ بسبب قدرتها العالية على جذب العدوى والمكروبات.
الوسوم : مشاكل الأذن