أسباب الزواج القسري ونتائجها السلبية

الزواج بالإكراه أو الزواج القسري وعواقبه

الزواج القسري مشكلة موجودة في العديد من البلدان حول العالم. حيث يجبر بعض الأشخاص بالموافقة بناءً على طلب أشخاص مثل والديهم، على الزواج من شخص آخر دون أن يكونوا راضيين عن ذلك.

يجبر الخوف من العنف الأسري العديد من الفتيات والفتيان على الزواج بالإكراه، وإذا تمتم معارضة الأسرة على هذا الطلب فسوف يعاني الشخص أشد الأذى الجسدي والعقلي. قد يُجبر هؤلاء الأشخاص على الزواج لأسباب أخرى مثل الهجرة والإقامة ايضاً. هذه الأنواع من الزيجات لا تنتهي عادة بشكل جيد وفي كثير من الحالات تنتهي بالطلاق. إنضم إلينا في هذا الجزء من الموقع للحصول على المزيد من المعلومات في هذا الصدد.

ما هو الزواج القسري؟

الزواج القسري هو نوع من العلاقة بين الرجل والمرأة حيث لا يكون فيه أحد الطرفين أو كلاهما راضياً عن هذه العلاقة ويطلق عليه في الغالب زواج المصلحة. عادة في هذا النوع من الزيجات، يستخدم الناس مثل الوالدين الضغط والعنف لإرضاء الفتاة او الصبي.

أحيانًا يتسبب بعض الآباء في هذه الزيجات من خلال تجاهل الحقوق الأساسية لأطفالهم، على سبيل المثال يطردون طفلهم بشكل غير مباشر، ويذكرونه باستمرار أن الوقت قد حان للزواج ولم يعد بإمكانهم قبوله في المنزل وما إلى ذلك. في النهاية تؤدي هذه العملية إلى إجبارها على الزواج من شخص لا تريده. أما في المجتمع الدولي تعتبر الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الزواج القسري شكلاً من أشكال العبودية والإساءة.

أسباب الزواج القسري

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الزواج القسري يتحول إلى ثقافة، ومهما كانت تلك الأسباب منطقية، فلا يزال يتطلب استشارة أسرية قبل الزواج. تشمل هذه العوامل ما يلي:

حماية ثروة الأسرة

عادة ما تريد العائلات الكبيرة والثرية أن يتزوج أطفالها من أقاربهم. وهذا بسبب عدم ثقتهم في الغرباء وخوفهم من النفوذ والوصول إلى سلطة وثروة أسرهم.

ارتفاع سن الزواج

يشعر بعض الفتيان والفتيات مع تقدمهم في السن أنه لم يعد لديهم مكان في منزل والدهم. في بعض الحالات حتى لو كانوا هؤلاء الأشخاص مستقلين مالياً ومتعلمين تعليماً عالياً، فإنهم يشعرون أن المجتمع يقدّرهم بشكل أقل بسبب سنهم، ويتم إنشاء هوامش مختلفة لهم، و يواجهون العديد من المشاكل. لهذا السبب يضطرون إلى الزواج من أجل الحفاظ على مزيد من الأمن.

الفقر والحاجة إلى الأمن المالي

في بعض الأحيان يكون الناس على استعداد للزواج من شخص لا يحبونه بسبب الفقر وإيجاد المأوى والأمن المالي.

كيف ستكون الحياة بعد الزواج القسري؟

في الزواج القسري يستسلم يتزوج معظم الناس دون الرغبة في الزواج وغالباً ما يصابون بأمراض جسدية واضطرابات عقلية ونفسية مختلفة. من ناحية أخرى لا تساعد بعض العائلات في حل هذه المشاكل. كل هذه الضغوط والمضايقات تجعل الرجل أو المرأة في النهاية يعتبران الانتحار هو الحل الوحيد لحريتهم.

كل الفتيات اللواتي تزوجن بالإكراه كانت لديهن خطط كثيرة لمستقبلهن والتي لم يستطعن ​​تحقيقها مع هذا الزواج. حتى أن بعض الأشخاص يرغبون في الزواج من أجل الحصول على الاستقلال والهروب من البيئة الأسرية، لكنهم في حياتهم الجديدة يواجهون مشاكل وتوقعات وقيودًا جديدة.

في بعض الحالات، يمنع بعض الناس النساء من مواصلة تعليمهن أو عملهن. قد يتم اغتصاب هؤلاء الأشخاص وإساءة معاملتهم من قبل أزواجهم لأنهن لا يريدون ممارسة الجنس مع ازواجهم. بالتدريج، يشعر الشخص بالوحدة والعزلة وتنمو فيه أرضية المرض النفسي.

بالإضافة إلى أن الزواج بالإكراه بحد ذاته سبب لزيادة عدد الخيانات أو الطلاق لأن أساس هذا الزواج خاطئ منذ البداية، لذلك لا يمكنك أن تتوقع حياة سليمة وصحيحة من هذا النوع من الزواج. لهذا السبب فإن أبناء هذا من الزواج يكبرون في أسرة حيث تكون الخلافات والنزاعات هي من أعمال الوالدين اليومية، فهم يكبرون دون أن يتلقوا المحبة اللازمة والتربية الصحيحة، مما يسبب لهم الكثير من الأذى في المستقبل.

الأذى وعواقب الزواج بالإكراه

تشمل بعض عواقب الزواج بالإكراه ما يلي:

التعرض للإهانة والضرب في الأسرة

قد يتعرض بعض الأشخاص لسوء المعاملة والضرب من قبل عائلاتهم إذا عارضوا الزواج القسري. تخلو هذه الزيجات القسرية من أي حب أو عاطفة، وهذا هو السبب في أن الشخص قد يتعرض للإذلال والغضب والسب والاغتصاب والأذى الجسدي في حياته الزوجية. في مثل هذه الحالات يزداد خطر الإصابة بحالات مثل الاكتئاب الشديد والانتحار والانفصال.

الهروب من المنزل

يلاحظ في كثير من الأحيان أن الإنسان يهرب من منزل أبيه أو زوجه بعد الزواج، وهو يعلم أن الكثير من الإصابات تنتظره في حال عودته. يتعرض الكثيرون لسوء المعاملة بعد اعتقالهم وإعادتهم إلى المنزل.

ولادة أطفال مرضى

من عواقب الزواج القسري هو العنف الجنسي الذي يؤدي إلى الحمل القسري وغير المرغوب فيه. غالبًا ما يفتقر أطفال هذه العائلات إلى الحب ويتعرضون للعنف الأبوي والعقاب. لذلك سوف يواجهون في المستقبل أضرارًا اجتماعية متعددة.

طرق منع الزواج القسري

اشرح عواقب الزواج القسري للأسرة أو الآخرين

كما ذكرنا من قبل، فإن الزواج بالإكراه له عواقب لا رجعة فيها ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب وعدم الاهتمام بالحياة. في هذا النوع من الزيجات عادة ما ينفق الناس طاقة أقل لحل المشكلات ويصاب من حولهم وخاصة الأطفال بالكثير من الضرر.

عبر عن رغبتك الحقيقية

بدلاً من الاستسلام وقبول مطالبهم، حدد ظروفك ومطالبك الخاصة. قد لا يكونوا مدركين أن كلماتهم وسلوكهم تزعجك. في موقف مناسب اطلب منهم مساعدتك في اختيار شريك حياتك في سلام. أخبرهم أن بعض سلوكياتهم وكلماتهم تزعجك. اطلب المساعدة من مستشار واشرح موقفك بالتفصيل الكامل ليعلمك أفضل طريقة للتعامل مع الآخرين.

لا تخافوا من الوحدة

حتى لو كنتم ستبقون عزابًا لبقية حياتكم، فهذا أفضل من أن تتخذوا القرار الخاطئ. يقلق معظم الآباء بشأن تقدم أطفالهم في السن وينقلون مخاوفهم إليهم. تجنبي المخاوف غير المجدية من خلال التحكم في نفسك. في أسوأ الأحوال، قد تتركون بمفردكم وتتحملون مسؤوليات الحياة بأنفسكم، لذا لا ينبغي أن يكون البقاء عازبًا مخيفًا عندما يكون لديك ما يكفي من الحرية والفرصة لحل المشكلات. لأنه إذا تزوجتم واتخذتم القرار الخاطئ، فإلى متى سوف تتمكنون من الاستمرار في العيش معًا؟ تفحصوا كل الاحتمالات ولا تتزوجوا لمجرد خوفكم من العزلة والعزوبية.

استشيروا ذوي الخبرة والأقارب

إذا لم تتمكن من التحدث إلى والديك بشكل مباشر، احصل على المساعدة من الأشخاص الذين تؤثر كلماتهم على والديك. يفهم الكبار بعضهم البعض بشكل أفضل لذا يمكنهم إقناع والديك بسهولة أكبر.

كن صبوراً

صحيح أنه يتم انتهاك أحد أبسط حقوقك، ولكن مع الشجار والعنف قد يصبح الوضع أكثر تعقيدًا. إذا أصرت الأسرة لأي سبب من الأسباب على زواجك، فحاول تغيير رأيهم بالاحترام والصبر وإدارة الموقف الحالي. إن اختيار الشريك المناسب لك هو حقك الطبيعي، لذا لا تدع الآخرين يحرمونك من حقك لأي سبب من الأسباب وبتدخل غير مبرر.

ذكرهم بالزيجات الفاشلة الأخرى

الحب والعاطفة من أهم مبادئ الزواج الناجح، وغيابهما يؤدي إلى فشل الزواج وانهياره، وحتى لو لم تنته هذه الحياة بالانفصال، يضطر الزوجان إلى الاستمرار في علاقة مملة. إذا كان لديك أمثلة لأشخاص من حولك يكافحون من أجل الزواج القسري أو عدم وجود الحب، فذكر والديك بموقفهم وأخبرهم أنه لا يمكنك العيش مع شخص لا تحبينه.

اثبتي استقلاليتك وتصميمك

يعتقد بعض الآباء أن أطفالهم لا يعرفون ما هو الأفضل لهم،لذا فهم يزوجونهم بمن يرونه مناسباً. قد لا تخالف هذا القرار بسبب ثقتك واهتمامك بوالديك، لكن عملك ليس صحيحًا لأنهم يختارون لك الزوج بناءً على معاييرهم. بينما عليك أن تختار الشخص الذي ستعيش معه بنفسك. حاول مواجهة هذه الطريقة الخاطئة في التفكير ولا تقبلها، لأنك في النهاية ستدفع ثمن الحياة الفاشلة.

الكلمة الأخيرة

لا شك أن الخبرة والنضج الفكري للوالدين من أهم العوامل وأكثرها فاعلية في إسعاد الأبناء، ولكن لا ينبغي تجاهل رغبات وتوقعات الشباب لحياتهم المستقبلية.

أن اعتراض الآباء عندما يتخذ أطفالهم قرارات غير حكيمة بناءً على العواطف أمر ضروري ولا مفر منه، ولكن هذه المخاوف لا ينبغي أن تؤدي إلى قرارات وأساليب متطرفة.

إن إعلام العائلات بالاختيار الواعي وعواقب الزيجات الخاطئة من خلال وسائل الإعلام، وخاصة الإذاعة والتلفزيون التي تتمتع بجمهور أكبر، عمل مهم يجب أن يحظى بمزيد من الاهتمام.