كيفية التعامل مع الاهل السيئين بدون تقليل احترامهم

حسن السلوك والصبر في مواجهة والدي سيئي الخلق

الآباء والأمهات الذين يتعرضون باستمرار للسخرية والإهانة من قبل أبنائهم، حياتهم معهم مؤلمة للغاية. الآباء يلعبون دورا مهما في تشكيل هوية أطفالهم ويعتبرون أول أعضاء الأسرة في الاجتماع. إذا جعل الوالدان جو المنزل الآمن مريرا لأطفالهما بسبب سوء خلقهما، فستسود الأسرة ظروف غير مواتية للغاية.

السؤال هو كيف تتعامل مع والدي سيئي الخلق؟ يشتكي معظم الأشخاص الذين يزورون طبيب نفساني من مشاكلهم المشتركة مع والديهم ويعترفون بذلك لأي سبب من الأسباب أن والديهم يعاملونهم بشكل غير لائق. من بين أسباب هذه المشاكل استخدام أساليب تربية خاطئة، ونقص مهارات الاتصال المناسبة، والعدوانية، وما إلى ذلك.

وهذا يؤدي إلى عدم تكوين تفاعل إيجابي بين الوالدين والأبناء وتتدهور علاقتهم تدريجيا، فإذا كانت لديك مشكلة في علاقتك بوالديك وأنت منخرط في هذه المشكلة وليس لديك طريقة لحلها، اقرأ هذا المقال العملي لتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآباء سيئي الخلق.

كيفية التعامل مع الآباء السيئين خلقيا

إن التعرف على الوالدين الخيرين أو السيئين دون فحص أسلوبهم السلوكي هو أمر غير مهني وغير مبدئي. والداك ليسا بطبيعتهما أشخاص سيئين، فهم لا يمتلكون المعرفة اللازمة حول مهارات الاتصال، وبالتالي يواجهون مشاكل في التواصل مع أطفالهم.

لذلك، إذا كنت ترغب في الحصول على تقييم دقيق لكيفية علاقتك بوالديك، فإن زيارة طبيب نفساني والحصول على استشارة ستكون خيارا رائعا لحل مشكلتك.

لقد جمع قسم الأسرة في موقع آي مجلة حلولا عملية للغاية لكم أعزائي المستخدمين، يمكنك استخدامها لتحسين علاقتك بوالديك السيئين.

القبول الحقيقي للوالدين السيئين خلقيا

تغيير سلوك والديك هو أحد الأمور التي تحبطك باستمرار، فالجهود التي تبذلها لتغيير والديك يمكن أن يقال إنها عديمة الفائدة وستفشل بالتأكيد، والأهم من ذلك، تجعل الوالدين في مقابلك. عندما تقبل كل الصفات الجيدة والسيئة لبعضكم البعض، ستصل إلى نوع من السلام الداخلي، وهذا سيقلل تلقائيا من توقعاتك.

نظرا لأن طريقة التفكير تؤثر على المشاعر البشرية، لذلك إذا تغيرت توقعات الناس، فيمكنهم بسهولة قبول كل الصفات الجيدة والسيئة لوالديهم وتحسين جودة علاقاتهم إلى حد ما.

لا تتجاهل الحدود

العديد من العائلات لا تحترم الحدود وهذا يسبب مشاكل لا يمكن إصلاحها، وهو أمر مهم للغاية حتى بعد الزواج.

حاول ألا تعتمد باستمرار على والديك وامنح نفسك مساحة، لأن إشراك والديك في تفاصيل حياتك يتسبب في نموك الشخصي وتواصلك لمواجهة العديد من المشاكل، لذلك من خلال ملاحظة هذه المشكلات، حاول أن تحصل على ما يكفي من المشاعر والاستقلال الفكري و النفسي و كذلك المالي و أن يكون لديك حدود واضحة مع والديك في كل جانب.

تجنب الشعور بالذنب

يُعرف بعض الآباء بالآباء السامّين، فعندما لا يمتثل أطفال هؤلاء الآباء لمطالبهم غير المعقولة، فإنهم يحاولون استخدام فخ الشعور الذنب، على سبيل المثال، من الممكن وضع طفلهم في موقف صعب عندما لم يلبي أطفالهم مطالبهم، يبدأون في قول أشياء مثل "لقد حطمت قلبي" وبفعلهم ذلك، يحاولون خلق شعور بالذنب لدى أطفالهم.

لتثبت لهم أن رغباتهم غير معقولة وبعيدة عن المتوقع، قبل أن تقع في فخ الشعور بالذنب، أقنع والديك بشكل واضح وصريح وأخبرهما بصدق أنني أحبكما، لكن هذا الحب ليس سبب لي أن أشبع كل رغباتكما اللاعقلانية.

ضع صورة حقيقية للوالدين في الاعتبار

يعتقد معظم الناس أن الآباء يجب أن يكونوا بشرا مثاليين، في الواقع، يشعرون أن الآباء يجب أن يكونوا متواجدين طوال الوقت ولا يؤذون أطفالهم، وبالطبع يقومون بتلبية أي من رغباتهم واحتياجاتهم.

تؤدي هذه المفاهيم والمعتقدات المسبقة إلى شعور الناس بالإحباط الشديد في مواجهة العيوب السلوكية لوالديهم، لذلك حتى لا تتعرض للتوتر في علاقتك بوالديك ولا تتعرض لمشاعر مزعجة، يلزم إلقاء نظرة جديدة. اطلب منهم وتعلم أن الآباء، مثل غيرهم من البشر، يمكن أن يكون لديهم العديد من العيوب والمشاكل.

في الواقع، ليس والداك وحدك من يجرحان مشاعرك، ولكن حتى ألطف الآباء، على الرغم من عدم وجود نوايا سيئة بشأن طفلهم، قد يؤذونهم، على سبيل المثال، ربما بسبب حبهم الشديد لأطفالهم يقلقون عليهم و يراقبونهم باستمرار، وبهذا السبب يجعلون أطفالهم اشخاص منفعلين، منعدمي الثقة بأنفسهم و معالين.

مسافة مؤقتة عنهم

من الحقائق الراسخة أنه لا يمكن إبعاد الوالدين بسهولة عن حياة أي شخص، ولكن في بعض الأحيان تحدث أشياء ليس لديك خيار سوى التخلص من مضايقات والديك. لذا في هذا الوقت، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تقلل من مشاكلك هي الابتعاد عنها إذا لم يكن لديك وسيلة للتخلص من المشاكل التي نشأت بينك وبين والديك لفترة محدودة. حافظ على مسافة بينك وبينهم يمكن أن تمنحهم هذه المسافة فرصة لإدراك أخطائهم.

لا تنسى أن والديك ليسا بطبيعتهما أشرار ولا تنويان إيذائك، فقط الظروف وقلة الوعي ستجعلهما يتصرفان بتهور. يمكن أن يكون هذا خيارا جيدا لك لتحسين علاقتك بوالديك.

الإلمام بطرق الاسترخاء وتطبيقها

تعتبر التوترات والصراعات مع الوالدين من أكثر المواقف المجهدة وغير السارة التي يمر بها كل شخص في حياته. قد يكون هناك الكثير من الغضب بداخلك أثناء شجارك مع والديك وستواجه الكثير من التوتر، في هذه الحالات إذا كنت معتادا على تقنيات الاسترخاء، فسوف يساعدك ذلك على الرد على سلوك والديك والحفاظ على هدوئك ولن تسمح لك بإظهار السلوكيات غير العقلانية والعاطفية. تقنيات اليقظة والتنفس هي من بين هذه الاستراتيجيات والطرق التي ستساعدك في هذا الموقف.

ملاحظات ختامية

بالرغم من أن العيش مع أبوين سيئي الخلق هو كابوس مرير، فإن أهم شيء يجب أخذه في الاعتبار هو أن الآباء ليسوا مهذبين ومختلفين، وقد يرتكبون خطأ. إذا كنت تعلم ذلك، فلا شك في أنك ستقلل بشكل كبير إحباطك من سوء سلوك والديك وإساءة معاملتك.

لنفترض أن والديك هم المخطئان الذين قد يعانان من أمراض نفسية قديمة وغير قادرين على فهم وضعك لأنهما فقدا منذ فترة طويلة قوة التعاطف واللطف.

لا تلوم نفسك على سوء سلوك والديك بأي شكل من الأشكال، وبالطبع لا تحاول محاربتهما، لكن حافظ على هدوئك وحاول ألا تتفاعل بشكل سيء مع سوء سلوكهما.

اقتراحنا لك هو استخدام التطبيقات المذكورة في هذه المقالة في علاقتك بوالديك، وإذا لم يكن لها تأثير على تحسين وحل المشكلات، فانتقل إلى مركز استشاري وناقش مشاكلك مع طبيب نفساني.